تونس , مصر , ليبيا , اليمن سنة 2011 كانت سنة عاصفة بحكام تلك الدول سقط بن علي ثم مبارك , معمر القذافي و تلاهم علي عبد الله صالح في سبأ , شدت أنظار العالم نحو سوريا الكل كان يرى أن سوريا ستكون الدولة التالية التي ستركب موجة الربيع العربي لكن رد "بشار الأسد" بكل ثقة : "سوريا لن يمسها الربيع العربي".
ما قبل الثورة
بدأ كل شيء بشعارات خائفة و أصوات خافتة كان الجميع في سوريا يصف البلد بأنها "بلد الجدران التي لها آذان".
حادثة إعتصام السفارة اللليبية:
إعتصم المتظاهرون رافعين شعارات ضد قتل اللليبيين و جرائم القذافي ضدهم , وكانت تنتشر بعض الشعارات "خاين خاين الي بيقتل شعبوا" , "إجاك الدور يا دكتور" , كانت شعارات إستفزت نظام بشار الأسد و بدأت الإعتقالات العشوائية للمتظاهرين و فض تلك الإعتصامات بعنف لم تشهده الثورات السابقة.
ال15 مارس 2011
تاريخ لم تنساه سوريا لليوم , خرجت مسيرات في مدينة درعا للمطالبة بالإفراج عن المعتقلين السياسيين , لكن وكما كان متوقعا ووجهت المسيرات بعنف شديد من قبل قوات بشار الأسد قتل العديد من المواطنين بالرصاص الحي فتحت قوات الأمن النار عليهم بشكل عشوائي , سرعان ما تحولت المسيرات لجنائز لدفن القتلى و الجنائز كانت تزيد من حدة الإحتجاجات تبدأ بجنازة صغيرة و تتحول إلى مسيرة كبيرة يشارك بها الآلاف.
تلت تلك الأحداث خروج مظاهرات مساندة لدرعا في مدن حمص و حماة و اللاذقية وريف دمشق و ووجهت كلها بالقمع و القتل العشوائي , وقد أحصت المعارضة السورية أيامها أن عدد القتلى كان يصل المائة قتيل في الأسبوع و أكثر , و كما جرت العادة كانت حدة الإحتاجاجات تزداد بعد خروج المسيرات الجنائزية.
التاسع من مايو من نفس السنة تدخل الجيش و حوصرت "درعا" و "ريف دمشق" و تواصلت الإغتيالات ضد المواطنين العزل.
لكن سرعان ما بدأت الإنشقاقات في صفوف الجيش السوري , وظهر الجيش السوري الحر تحت لواء المعارضة السورية و كان دورهم حماية المواطنين من "شبيحة" بشار الأسد , كان لهم دورا حاسما في قلب الطاولة على نظام الأسد الذي حكم البلاد منذ سنة 1971 انقسمت الفترة بين حكم "حافظ الأسد" لغاية وفاته سنة 2000 و توريثه الحكم لإبنه بشار و هذا ما أسس دولة عسكرية ذات نظام قاس و متشعب لا يفتح المجال لأي نوع من أنواع حرية التعبير.
تواصلت المواجهات بين قوات الجيش النظامي و الجيش السوري الحر و كان للجيش السوري الحر الغلبة على جيش بشار الذي إستعان بحلفائه في إيران و روسيا و كان نظامه يتلقى دعما دوليا و داخليا منهم , لكن إنقسام فصائل الجيش السوري الحر على نفسها جعلهم في الكفة الضعيفة و أفسدت مخابرات بعض الدول كل محاولات الصلح بين الفصائل المتنازعة.
لم يكن نظام بشار رحيما بشعبه و قرر أن يتبع شعار "إما بشار أو الدمار" و بدأ الطيران السوري النظامي يقصف مختلف المدن السورية أرتكبت جرائم بشعة بسرعة كبيرة كان عدد القتلى لا يحصى كان الخراب كبيرا جدا ومازاد الأمر سوءا هو إستخدام الأسلحة الكيماوية ضد المدنيين , كانت مناظر الموتى وهم يموتون في صمت وبدون دماء مرعبة للجميع.
كانت أبرز تلك المجازر مجزرة "الغوطة" في ال31 أغسطس 2013
"
ذكرت منظمة أطباء بلا حدود في 24 آب أن 355 قد قتلوا نتيجة تسمم عصبي من بين حوالي 3600 حالة تم نقلها إلى المستشفيات . بينما قالت المعارضة أن عدد القتلى ارتفع إلى 1466 في حين ذكر تقرير للمخابرات الأميركية أن 1429 شخصا قد قتلوا، لكن النظام وصف التقرير ب"الادعاءات الكاذبة
"
تطلع العالم لتدخل أجنبي و توفير غطاء جوي حماية للمدنيين من غارات طائرات نظام بشار الأسد , لكن فوجء العالم بخطاب "أوباما" الذي صرح فيه بأنه لن يسمح بأي تدخل عسكري في الشأن السوري و دعا لإيجاد حلول سياسية , أصيب الجميع في سوريا بخيبة الأمل لقد أدار العالم ظهره للشعب السوري.
ظهور "داعش"
بينما كان الجميع يبحث عن حل للأزمة و كان القتال يشتد في سوريا بين النظام و المعارضة تفاجأ الجميع بظهور كيان جديد "كان ظهوره متزامنا مع نهاية مغادرة القوات الأمريكية للعراق" ظهر تنظيم الدولة الإسلامية للعلن لقد أعجب البعض من الشعب السوري الذي كان يبحث عن بصيص الأمل بخطاب إعلان الخلافة من قبل مؤسس داعش "أبوبكر البغداي" رأو في ذلك المنقذ لهم , لكنهم فوجؤو بأن تنظيم الدولة بدأ في محاربة الجيش السوري الحر بدل من محاربته لجيش بشار إكتشف الجميع أنهم خدعوا و ليس "أبو بكر البغدادي" و تنظيمه هو المنقذ لهم , لقد رأى الجميع كيف كانت قوات بشار تتفادى أي إشتباك مع قوات تنظيم الدولة ما وصفته المعارضة بالتحالف الخفي.
عادت قوات لواء الجيش السوري الحر للواجهة و هاجمت داعش و حررت العديد من المدن التي كانت تحت سيطرتها و كانت ضربات الجيش الحر موجعة لتمظيم الدولة الذي انسحب من سوريا بشكل جزئي وعاد للعراق أين وجد أمامه تعاطفا كبيرا خصوصا من السنة الذين أحسوا بالظلم بعد سقوط "صدام حسين" إستعاد تنظيم الدولة بريقه و إسترجع قوته وعاد لسوريا بقوة هاته المرة لكن لم يدم ذلك طويلا فقد قررت أخيرا دول العالم التدخل خصوصا بعد ما تبنت "داعش" العديد من العمليات دوليا بدأت الغارات تتنوع على سوريا "فرنسية , أمريكية , روسية , إيرانية" لم تفرق دول التحالف بين تنظيم الدولة و المدنيين كان القصف عشوائيا إلى أن سقطت "داعش" و سقط معه حلم الثورة و ظل نظام "الأسد" يحكم سوريا.
إنتهى كل شيء وئدت ثورة شعبية خرجت من رحم شعب حر , ضد نظام مستبد مازال يحكم وطنا حرا لليوم بالحديد و النار.