في صباح يوم الجمعة 17 ديسمبر 2010 توجه المواطن التونسي محمد البوعزيزي إلى مقر
ولاية سيدي بوزيد الواقعة جنوب غرب العاصمة
تونس في محاولة
لمقابلة المحافظ لغرض
تقديم شكوى في حق
شرطية قامت بصفعه امام
الملأ أثناء قيام قوة من البلدية بمصادرة العربة التي كان
يبيع عليها الخضروات و الفاكهة ،إلى هنا يبدو الموضوع
عادي و قابل للتكرار في العديد من بلدان العالم العربي ،فهو خريج جامعي اضطرته الظروف للعمل كبائع للخضر و
الفواكه واجه صعوبات اثناء قيامه بعمله اليومي .
من هو محمد البوعزيزي؟
محمد البوعزيزي مواطن تونسي من مواليد 29 مارس 1984 بسيدي بوزيد بتونس وتوفي في 4 جانفي 2011 على
اثر دخوله المستشفى بعدما قام بحرق نفسه احتجاجا على مصادرة العربة التي كان
يعمل عليها و الاهانة التي تلقاها من عناصر الشرطة يعتبر مفجر حركات ما يعرف بالربيع العربي .
محمد البوعزيزي مفجر الثورة التونسية |
تطور الاحداث :
محمد البوعزيزي لم يستطع ابتلاع
الاهانة التي بدأت
منذ اضطر للعمل على عربة
خضر و فواكه رغم مستواه الجامعي فأقدم على الانتحار.
هز حادث انتحار الشاب محمد االبوعزيزي الذي نقل الى المستشفى في حالة أقرب الى الموت وجدان الشعب التونسي بشدة و كان
زملاءه اول الغاضبين وانضم الى
البائعين الذين تجمعوا امام مقر
الولاية مئات الشباب ،مما أدى الى محاولة
رجال الأمن تفريق هذه الجموع ليتطور الامر
الى مواجهات شديدة بين رجال الامن و الشعب
في مدينة سيدي بوزيد .
الاحتجاجات لم تنضمر بل على العكس ازدادت اشتعالا و قد تم تسجيل أول حالة
وفاة بالرصاص مساء ديسمبر 24 ديسمبر 2010
ليتسع مجال الاحتجاج خارج ولاية سيدي بوزيد .
في ظل هذه الاوضاع قام الرئيس التونسي زين العابدين بن علي بعدة خطابات
محاولا امتصاص غضب الشعب التونسي
وقد كان اهم هذه الخطابات خطابه الاول الذي وصف هذه الاحتجاجات بالاعمال
الارهابية و بعد تأزم الوضع
و استمرار الاحتجاجات قام ايضا بالقاء خطاب اخر يدعي حسب قوله انه فهم
الشعب التونسي
كما قام بزيارة محمد البوعزيزي
بالمستشفى في محاولة لتهدئة غضب الشارع التونسي
لكن ذلك لم يجدي نفعا و استمرت مطالبة
الشعب برحيل زين العابدين بن علي الذي
اضطر للتخلي عن السلطة و اللجوء للسعودية
منذ يوم الجمعة 14 يناير 2011 بعد 23 من الحكم .
زين العابدين بن علي الرئيس التونسي السايق |
تولى بعدها الوزير الأول محمد الغنوشي منصب رئاسة الجمهورية بصفة مؤقتة ثم
تولاها رئيس مجلس النواب محمد فؤاد المبزع
وذلك حتى اجراء انتخابات رئاسية مبكرة .
و بهذا تعد تونس مهد ثورات الربيع
العربي فمنها كانت الشرارة الاولى لخروج
الشعوب العربية الى الشارع و المطالبة
برحيل الرئيس و التنديد بالفساد و المطالبة
باسقاط انظمة الحكم
و منذ ديسمبر 2010 و حتى
يومنا هذا لازالت تونس تتخبط في تبعيات هذه الاحتجاجات و تعاني البطالة
و الفساد و التهميش فهل حقا حققت الثورة التغيير المنشود الذي كانت تهدف له
؟