بعد نجاح الثورة في تونس و مصر و إسقاط كل من مبارك و بن علي كانت الأنظار كلها متوجهة نحو ليبيا بلد كان يحكمه العقيد معمر القذافي من 41 سنة.
السابع عشر فبراير سنة 2011 تحرك مجموعة من الشباب اللليبي للخروج في مظاهرات طالبت بإسقاط الجماهرية و قاموا بعمليات حرق و تكسير للمؤسسات العمومية , وجهت كل أنظار العالم نحو تلك التظاهرات و بدأت رائحة الربيع الليبي تفوح إلى الأفق.
كان رد العقيد شديد اللهجة و واجه الإحتجاجات بالعنف و وصف معارضيه بالجرذان و توعدهم بالملاحقة و القتل حيث ما ذهبوا و هو فعلا ما قام به فقد شهدت الأيام الأولى للإنتفاضة الليبية عنفا كبيرا لم تشهده سابقته المصرية و التونسية و هذا ما جعل الجيش الليبي ينقسم على نفسه جيش نظامي تابع للقذافي و جيش حر بقيادة المجلس الإنتقالي الذي أسسه الضباط الأحرار لكن كانت قوة الجيش النظامي كبيرة و دوى قصف الطائرات فوق المدنيين , ليطلب المجلس الإنتقالي تدخل عاجلا من الأمم المتحدة لحماية المدنيين و هو الأمر الذي كان ربما منتظرا منذ مدة و هو التخلص من القذافي و نظامه.
رست سفن التحالف الدولي على سواحل ليبيا ووجهت ظربات قوية للجيش النظامي و كانت حجتها حماية المدنيين و توفير درع جوي , توالت الأحداث و فر معمر القذافي من طرابلس بعد سقوطها في يد الجيش الحر في 20 أوت من نفس السنة و في 23 من نفس الشهر دخل الثوار إلى بيت الصمود في باب العزيزية و هو مقر تواجد معمر القذافي في مشهد كان تاريخيا و مفاجأ للعالم.
ظل معمر القذافي طيل هاته الفترة في ليبيا فارا من أيدي الثوار و كان يبعث برسائل و خطابات للشعب عبر منابر وقنوات متنوعة متوعدا فيها خصومه بأنه سيهزهم هم و من تحالفوا معه لكن الأمور لم تسر كما خطط لها العقيد و تم الإطاحة به في مدينة سرت مسقط رأسه أين كان يحاول الفرار من غارة جوية لدول التحالف لكن كان قد فاته الأوان ليسقط رهينة بين أيدي الثوار هو و وزير دفاعه و إبنه المعتصم ليقتل و تنكل بجثته أمام العالم و بعدها أعلن بشكل رسمي عن نهاية نظام القذافي.
دخلت بعدها ليبيا موجة من الصد و الرد مازالت متواصلة ليومنا هذا و لم يتم التوصل إلى حل يرضي الأطراف المتنازعة التي تنوعت في ليبيا.