إن المتابع للظواهر التي شغلت المجتمع الجزائري في
السنوات الأخيرة يجد أن ظاهرة الهجرة
الغير شرعية أو ما يعرف ب"الحرقة " قد شغلت الرأي
العام كثيرا خاصة في الفترة الأخيرة أين استفحلت هذه الظاهرة و انتشرت بصورة أكبر ، فأخذت تفتك بالشباب
الجزائري الذي راح ضحية وهم التغيير بحثا عن الأفضل حسب رأيه .
و بالنظر الى اهمية هذا الموضوع و نتائجه الكارثية على
مختلف المستويات نجد أن معالجة الصحافة المكتوبة لهذه الظاهرة
كانت معالجة سطحية
لم تستوفي حقها من التناول الاعلامي
الفعلي و الفعال ،بل عالجتها كقضية
عادية و ليست ظاهرة تستوجب الوقوف عليها لدراسة أسبابها
و معالجتها ووضع حلول للحد منها
،و ليس فقط الاعتماد على استثارة العواطف الانسانية للتأثير على القارئ .
اذ نلاحظ
ان مختلف المعالجات الصحفية
لقضية الهجرة الغير شرعية هي
موضوعات غير معمقة في
مضمونها تنقل المشهد فقط دون البحث
و التفصيل في اسبابه و ايجاد حلول
له ، اضافة الى انها
معالجات محدودة من
ناحية الكم ، و عليه
فإنه بات من الضروري
التركيز على هذه الظاهرة أكثر و تغطية
مختلف جوانبها و تبعياته سواء على المستوى
الشخصي للقائمين بهذه المخاطرة
أو على المستوى العام اذ لم تقتصر "الحرقة" على الشباب البطال
فقط بل طالت
حتى اصجاب الشهادات من دكاترة
و ادمغة فقدتهم الجزائر و فقدوا
حتى هم أنفسهم في قوارب الموت .